تقرير أممي: سوريا تواجه انعدام أمن وأزمات إنسانية واقتصادية متفاقمة

تقرير أممي: سوريا تواجه انعدام أمن وأزمات إنسانية واقتصادية متفاقمة
مواطن سوري يحمل العلم الجديد لبلاده في أحد الميادين

قال تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن سوريا تواجه تهديدًا ثلاثي الأبعاد يشمل انعدام الأمن وأزمتين إنسانية واقتصادية، مما يزيد من معاناة المدنيين.

وذكر المكتب في تقريره الثلاثاء أن الأعمال العدائية خلال الأسبوع الماضي تسببت في سقوط ضحايا مدنيين في محافظات متعددة، منها حلب ودير الزور وحماة وحمص، كما أدى انعدام الأمن إلى تقييد الحركة في مناطق عدة، مثل حمص، حيث أعاقت نقاط التفتيش الجديدة وصول السكان إلى المرافق الإنسانية الأساسية، بما في ذلك المساحات الصديقة للأطفال. وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأشار التقرير إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الجريمة، مثل عمليات الاختطاف، خاصة في أجزاء من حلب والمناطق الساحلية.

حركة نزوح وعودة

سجّلت "أوتشا" وجود 664 ألف نازح حديثًا، معظمهم في إدلب وحلب، بسبب التصعيد الأخير، ورغم ذلك، عاد نحو 486 ألف شخص إلى مناطقهم الأصلية منذ ذروة النزوح في ديسمبر، إلا أن انتشار الذخائر غير المنفجرة لا يزال يشكل خطرًا كبيرًا، حيث أفادت تقارير بوقوع قتلى وجرحى بسبب مخلفات الحرب في عدة محافظات.

أزمة إنسانية متفاقمة

في شمال شرق سوريا، ما زال أكثر من 25 ألف نازح يقيمون في مراكز جماعية، يعاني بعضها من نقص حاد في المياه والخدمات الأساسية، وسط تقارير عن شعور النساء بعدم الأمان.

على الجانب الآخر، شهدت الحدود السورية حركات ديناميكية، حيث عاد أكثر من 58 ألف لاجئ من لبنان والأردن وتركيا منذ أوائل ديسمبر، متجهين بشكل رئيسي إلى محافظات الرقة وحلب وحمص. بحسب التقرير.

وتدهورت الخدمات العامة بشكل لافت، حيث تعاني عدة مناطق بحسب التقرير من نقص في الكهرباء والمياه، بجانب ارتفاع أسعار الوقود والنقل. كما تواجه المخابز في حلب ودير الزور تحديات تعوق قدرتها على الإنتاج بسبب نقص الصيانة والمواد الأساسية.

جهود إنسانية مستمرة

رغم الظروف الأمنية واللوجستية، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم المساعدات عبر الحدود. ففي الأسبوع الماضي، عبرت 98 شاحنة محملة بالإمدادات الأساسية إلى شمال غرب سوريا، كما نُفذت حملات تطعيم للكوليرا في مخيم الهول، واستؤنفت خدمات حماية الطفل في حلب.

ومع ذلك، حذر "أوتشا" من نقص حاد في إمدادات التغذية المخصصة للنساء الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى توقف مراكز صحية عن العمل بسبب الأضرار أو النهب.

وأكد المكتب الأممي الحاجة الملحة لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، مشيرا إلى أن الجهود الإنسانية مستمرة لتخفيف المعاناة وسط التحديات الأمنية والاقتصادية.

وتولت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) وفصائل حليفة لها، السلطة بعدما شنت هجوما واسعا انطلاقًا من شمال سوريا، تمكنت خلاله من دخول دمشق فجر الأحد 8 ديسمبر وإعلان إسقاط النظام بعد 13 عامًا من النزاع الدموي.

وأعلنت الهيئة تكليف محمد البشير، رئيس "حكومة الإنقاذ" السابقة في إدلب، بتولي رئاسة حكومة انتقالية، في خطوة تشير إلى بدء مرحلة جديدة في البلاد.

وتواجه سوريا واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح نحو 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 7.2 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة بخلاف آلاف المفقودين.

ويقع غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية